Wednesday, October 19, 2005

المفقود

في خطوات متصاحبة متسامحة..
متجهة إلي المسجد..حيث الدقائق القليلة قبل آذان المغرب..
أصوات متشابكة تتزاحم علي وجبة الإفطار التي يوزعها المسجد..
و رغم هدا الضجيج إلا إنه لم يؤثر علي النسائم الروحانية التي كانت تملأ السماء..
حيث تعالي صوت السكون و انخفض ضجيج المارة المتشابكين..
وبينما صوت الشفاة المتمتمة بأدعية الرحمة والغفران وقبول الصيام ..
يدوي صوت امرأة في السماء الساكنة
و يدمي عويلها الشوارع و الطرقات المحيطة..
صوتها العالي المنادي باسم فقيدها..
دائرة بنظراتها المشتتة بين الناس سائلة عن طفلها الصغير..
تنادي..ترفع صوت ندائها ..عللَه يدركها...
تهذي بكلمات مقطعة غير مترابطة..
" ابني.....شفتوه!! ...عثمان ..... صغير...." وتعيدها
!تغيب و تعود ..يبعد صوتها..ونسمع صداه!!
تائهة بين نظرات المشفقين ..و الساخرين!!
و بين من يقول أنه رآه..و من تصفح عن وقوع حادث أودي بحياة طفل صغير من قليل..
و أقاويل و أقاويل.. فيعلو صراخها ليدوي من جديد ..
أصابنا وجوم..و كبلنا الصمت ..إلا أنه علت أصوات قلوبنا بالدعاء إلي هذه الأم الثكلى بأن يعيد إليها صغيرها..
و غمرت أنافي تساؤلات....."ماذا لو لم تجده؟ ماذا لو أصابه مكروه؟ و إن سلم ..كيف يحيا .وما هو مصيره..
و تساؤلاتي رمت بي إلي ما هو أبعد "ماذا لو كنت قد ضللت و فقدتني أمي.. و..و....؟؟؟؟؟
حتى ظهرت امرأة معها طفل تبحث عن المرأة المكلومة ..
و لم أفق إلا حينما تلقت الأم طفلها في أحضانها..
ووجدتني غارقة في دموع لا أدري سببها..
و تعالي صوت آذان المغرب..وسكنت السماء من جديد..


لم تكن الدموع تعاطفا مع الأم ..أو شفقة بالطفل..فقط..
نحن نحمد الله دائما علي ما ندركه..ما نلمسه ما هو بين أيدينا
ولكن ما أدركته أنه كما نحمده علي ما هو كائن ..فيجب أيضا أن نحمده علي ما لم يكن أنه لم يكن..!

Saturday, October 15, 2005

كسائرهن أفرح.. كسائرهن أهفو
أغوص في بحور فكر
ولا أدري علي أي سطح.. سأطفو